خلف الشواطئ الذهبية والممشى النابض بالحياة في ماربيا، يختبئ هدوء ما بعده هدوء وسحر نابع من أزقة مرصوفة وساحات مشمسة وإيقاع أندلسي هادئ. إنها البلدة القديمة في ماربيا، وهي عبارة عن مكان يلتقي فيه الماضي بالحاضر بانسجام رائع، كاشفًا عن روح المدينة الأصيلة.
لمن يقدّر فنّ الطهو والتسوق والإيقاع المريح، تُعد البلدة القديمة محطة لا يُمكن غض النظر عنها. هذا الدليل بمثابة جواز سفر لك إلى أحد أركان ماربيا الأكثر خلودًا.
مكان يعبق بالتاريخ
يشعرك التجول في البلدة القديمة في ماربيا وكأنك تسافر إلى زمن آخر. إذ تصطف المنازل المطلية باللون الأبيض على جانبي الأزقة الضيقة التي كانت تحميها في الماضي الأسوار المغربية، لتزين شرفاتها أزهار البوغانفيليا الزاهية. أما رائحة أزهار البرتقال فتملأ الهواء عندما تصل إلى ساحة البرتقال (Plaza de los naranjos)، وهي ساحة تعود إلى القرن الخامس عشر ولا تزال تنبض بالحياة.
هنا، يمكنك الاستراحة لتناول قهوة الصباح في ظل الأشجار وأنت محاطًا بعمارة أنيقة تشمل قاعة البلدية، وقصر الحاكم القديم، وتتمتّع بهمهمة الأحاديث الهادئة التي تنتقل عبر الأجيال.
على بعد خطوات قليلة تقع كنيسة (Iglesia de la Encarnación)، أحد أروع معالم ماربيا، بواجهتها الباروكية التي تعكس أشعة الشمس بعد الظهر. الثقافة هنا ليست مخفية، بل هي جزء لا يتجزأ من كل جدار وحجر.
خريطة ثقافية تستحق الاستكشاف
البلدة القديمة جاهزة لمكاقأة كل من يمنحها وقتاً كافياً. ففي قصر يعود إلى القرن السادس عشر، يحتضن متحف النقوش الإسبانية المعاصرة أعمالًا لكل من بيكاسو، ودالي، وميرو. أما المعارض الصغيرة، وورش الحرفيين، والساحات الخضراء المتواجدة في كل زاوية، فتدعو المارة لاكتشافها.
تجوّل في شارع أنتشا (Calle Antcha)، أحد أجمل شوارع البلدة القديمة، أو في شارع كارمن (Calle Carmen) حيث تخفي الجدران المغطاة بأشجار اللبلاب متاجر ومطاعم صغيرة. هناك تظهر ماربيا في أصدق صورها: هادئة، راقية، وجذّابة.
مطاعم راقية
يجمع فن الطهو في البلدة القديمة بين الرقي والحياة. كل مطعم يروي قصته الخاصة، من المطاعم الحاصلة على نجمات ميشلان إلى الحانات العائلية التي يجتمع فيها السكان المحليون حول المأكولات البحرية والنبيذ الفاخر.
إذا كنت تبحث عن تجربة متفرّدة، يقدّم مطعم سكينا (Skina) الحاصل على نجمتي ميشلان مكوّنات أندلسية معاد تصوّرها بإبداع ودقّة. أما لتذوق الحياة المحلية الأصيلة، فيمكنك زيارة تشوريريا رامون (Churrería Ramón) في ساحة بلاثا دي لوس نارانخوس، حيث تُقدَّم الـ”تشوروس” الطازجة منذ أجيال.
وبين هذه الأسماء المرموقة تختبئ شرفات لا حصر لها، حيث يمتد الغداء إلى فترة ما بعد الظهر، ويبدو الوقت متوقفًا تحت ظلال الكروم ونغم المياه المتدفقة من النوافير المزخرفة.
التسوق ولمسات الحِرف اليدوية
التسوّق الفاخر في مدينة ماربيا القديمة عبارة عن تجربة استكشافية أكثر منها تجربة تبضّع لماركات، إذ تنتشر المحلات المستقلة في الشوارع الهادئة، وهي مليئة بالمجوهرات المصنوعة يدوياً والجلود الإسبانية والديكورات المنزلية الأنيقة التي تعكس تقاليد الحرف اليدوية في المنطقة.
ابحث عن المتاجر المتخصصة التي تبيع السيراميك والسلال المنسوجة والأزياء المصممة محليًا. كل قطعة تربطك ارتباطاَ وثيقاً بالمكان، وهي مصنوعة بتأنّ لتنال إعجاب النخبة وليس عامة الشعب.
حتى متاجر المنتجات الغذائية هنا استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، فهي تعرض زيوت الزيتون، والخل النادر، والمعلبات المصنوعة يدويًا، كهدايا فاخرة للمسافر الفطن.
الزوايا المخفية والطرق السرّية
تكمن متعة المدينة القديمة في القدرة على التجول بحرية، حيث تظهر ساحات صغيرة من العدم مزودة بنوافير متدفقة ومقاعد مظلّلة بزهور الياسمين المتسلقة. استقصد أن تجد شارع ميسيّاس (Calle Mesillas) أو سانتو كريستو (Santo Cristo)، حيث تستحيل الجدران كافة بفعل أشعة الشمس في أواخر بعد الظهر لوحة ذهبية اللون.
أما الكنائس الصغيرة، والأفنية المنعزلة، وبقايا الأسوار القديمة فتظهر حين لا تتوقعها، لتذكّرك أن الجمال هنا يكمن في السكون.
اختر فيلا خاصة واكتشف البلدة بالوتيرة التي تناسبك
للاستمتاع الكامل بهذه المنطقة من ماربيا، من المستحسن الإقامة في عقار يجمع بين الخصوصية والموقع المثالي. تتيح لك مجموعة الفيلات الفاخرة من سويش ماربيا اكتشاف البلدة القديمة وفق وتيرتك الخاصة.
استيقظ على رنين الأجراس البعيد، وتجوّل باتجاه ساحة البرتقال لتحتسي قهوتك، ثم عد إلى فيلتك للسباحة بعد الظهر قبل أن تخرج لتناول العشاء.
تتضمن كل إقامة مع سويش ماربيا خدمة كونسيرج مخصصة تشمل حجوزات المطاعم وتنظيم الجولات الثقافية الخاصة. وتتميز كل فيلا بشخصيتها الخاصة، سواء كنت تفضّل إطلالة على البحر، أو تصميمات داخلية أنيقة، أو حدائق هادئة.
تعرّف هنا على فلسفة سويش ماربيا وخبرتها، واكتشف سبب كونها موضع ثقة المسافر اليقظ من جميع أنحاء العالم.
نوفمبر في البلدة القديمة
يكشف شهر نوفمبر عن الجانب الأكثر هدوءاً لماربيا، إذ يبقى الجو دافئًا في هذا الشهر، وتقل أعداد الزوار، وتستقر المدينة في إيقاع أكثر هدوءًا. إنها الفترة المثالية لاستكشاف المدينة بلا عجلة، والتنزه في الصباح، وزيارة المعارض الهادئة، وتناول الغداء في ساحة مضاءة بنور الشمس.
احزم ملابس رقيقة وأحذية مريحة، ثم دع يومك يمضي بوتيرته الخاصة. بعبارة أخرى، لا يكمن سحر المدينة القديمة في ما تخطط له، بل في ما تكتشفه في خلال رحلتك.
أسلوب راقٍ لاكتشاف ماربيا
تجمع البلدة القديمة في ماربيا بين الأناقة والأصالة بتوازن نادر. وتمتزج الثقافة، والمأكولات، والتصاميم فيها بسلاسة، ما يخلق جوًا راقياً وصادقًا.
بالنسبة للمسافر اليقظ، يُعتبر هذا المكان بمثابة تذكير بأن الرقي الحقيقي لا يكمن في الإسراف، بل في تخصيص الوقت للتجول والتذوق وملاحظة التفاصيل الصغيرة.
